تعريف الولاية

مدينة القيروان: لمحة عن مدينة القيروان

معلومات عامة:

تقع ولاية القيروان بإقليم الوسط الغربي وتمتد على مساحة 6712 كلم2 وهو ما يعادل 4 % من المساحة الجمليـة للبلاد التونسية. وتتسم الجهة بمناخ شبه جاف بالشمال الغربي إلى جاف بشرق الولاية وجنوبها وتتراوح معدلات الأمطار بالجهة من 200 مم جنوبا إلى  350 مم شمالا.

وتنقسم إلـى منطقتيـن، تمتاز الأولــى بتضاريســـها وهضابهـا المرتفعة في الجهة الغربيـة والشماليـة، وتتمثل الثانيـة في سهلـي القيروان وسيسب اللذان عرفا مند القدم بمصب أودية زرود ومرق الليل ونبهانة.

وتتقاسم ولاية القيروان الحدود مع ستة ولايات وهي زغوان شمالا وسليانة من الشمال الغربــي وصفاقس جنوبا وسيدي بوزيد من الجنوب الغربي وسوسة والمهدية شرقا.

وبحكم موقعها بالشريط الوسيط تتميز بارتباطها بأهم مواقع الحركية الإقتصادية بالبلاد وخاصة بالأقطاب الكبرى (الساحل – تونس – صفاقس) عبر تنقل اليد العاملة والتزود بالخدمات والمواد التي تحتاجها الجهة فضلا عن مساهمة الولاية في تزويد هذه الأقطاب بعديد المنتوجات الفلاحية ومواد المقاطع.

وتزخر ولاية القيروان بموارد طبيعية هامة تتمثل بالخصوص في 590 ألف هكتار كأراضي فلاحية جملية (85% من مجموع مساحة الولاية) منها 450 ألف هكتار أراضي محترثة و 140 ألف هكتار أراضي غابات ومراعي طبيعية و كذلك في موارد مائية تقدّر ب 325 مليون مترا مكعبا مما سمح بتراكم عديد المنشآت الإنتاجية (58 ألف هك أراضي سقوية و قرابة 10 آلاف بئرا سطحية) و عديد الثروات (221 ألف هك غراسات مثمرة و زياتين-423 ألف أنثى منتجة من الأغنام -26  ألف أنثى منتجة من الأبقار و 35 ألف أنثى من الماعز) و مما سمح كذلك بتصدر الولاية المرتبة الأولى وطنيا في إنتاج المشمش (42 %)   و الفلفل(25%) و العسل (20 %) و المرتبة الثانية وطنيا في إنتاج اللوز (13 %) و الزيتون (11 %) حيث يستشف من كل ذلك سهولة التكهن بأهمية الموارد و السيولة المالية المتاحة على الصعيد الجهوي رغم شح و عدم توفر المعلومات الخاصة بمردود باقي النشاطات الاقتصادية غير الفلاحية بالجهة. كما يضاف إلى باب الموارد الطبيعية أهمية تواجد المواد الإنشائية والمقطعية حيث تعتبر الولاية المزود الرئيسي لولايات الساحل بالمواد المذكورة.

أما بخصوص العنصر البشري فتعد ولاية القيروان في سنة 2014، و حسب التعداد العام للسكان و السكنى 570.6 ألف نسمة أي نسبة 5.2% من مجموع عدد السكان بكامل البلاد. و يغلب على سكان الولاية الطابع الشبابي حيث تمثل الفئة العمرية دون 35 سنة 59.6 % من مجموع السكان بالجهة.كما تبلغ نسبة السكان النشيطين بهذه الأخيرة 41.2 % من مجموع السكان في الفئة العمرية 15 سنة فما فوق.

إلا أنه ورغم أهمية المقومات التنموية المتاحة على الصعيد الجهوي (ثراء تاريخي و حضاري و أثري و موارد طبيعية هامة-موقع جغرافي متميز-موارد بشرية و مالية معتبرة) فقد خلصت نتائج الدراسة المجرات في 2015 من قبل المعهد التونسي للمنافسة و الدراسات الكمية إلى ترتيب ولاية القيروان في آخر سلّم مؤشرات التنمية الجهوية مقارنة بباقي ولايات الجمهورية حيث نجد القيروان في المرتبة 22/24 بخصوص المؤشر العام للتنمية و في المرتبة 21/24 بخصوص مؤشر المرافق الحياتية و في المرتبة 22/24 بخصوص المؤشر الاجتماعي و الديمغرافي و في المرتبة 21/24 بخصوص مؤشر رأس المال البشري و في المرتبة 18/24 في ما يتعلق  بمؤشر مقومات الشغل.

المعالم البارزة في المدينة:

تزخر مدينة القيروان بالعديد من المعالم التي تمتاز بطابع تاريخي خاص  من أهمها:

جامع عقبة بن نافع:

يطلق عليه أيضا جامع القيروان (الجامع الكبير) وقد حظي المسجد باهتمام الأمراء والعلماء،وهو أقدم منبر انشأ في القرن التاسع الميلادي.

كما يعتبر من أضخم و أكبر المساجد  حيث تبلغ مساحته 9700 متر و يضم بيت صلاة واسعة على أعمدة رخامية، و يوجد بوسطه باحة، و يتميز المسجد بجماله الرائع حيث يمثل تحفة معمارية يبهرنا بجمال تصميماته المصنوعة من الخشب المزخرف والمنقوش.

مسجد ابن خيرون (جامع الأبواب الثلاثة) :

وهو من أقدم مساجد القيروان أطلق عليه مسجد الأبواب الثلاثة بناه محمد بن خيرون و يعتبر تحفة معمارية رائعة يمتاز بزخرفة في الواجهة يتكون من  ثلاثة أبواب هندسية ،كما يوجد في الركن الشمالي المئذنة التي تعتبرتحفة معمارية لامثيل لها.

مقام الصحابي أبي زمعة البلوي:

أقيم مقام أبي زمعة البلوي تخليدًا لذكرى الصحابي الجليل أبي زمعة البلوي، و يسميه أهل القيروان “السيد”، يرجع تاريخ بناءه الى عام 1663م و هو عبارة عن عدة أقسام أهمها المخزن و هو المستودع الذي يقع على يسار المدخل الرئيسي تخزن فيه جميع المواد و المنتوجات التي كانت تخص المقام،كما يحتوي على طابق علوي يسمى باللهجة التونسية “العلي”  وكان مخصصًا للباشا و في فترة لاحقة أُستعمل كمأوى للضيوف الكبار الوافدين. و هناك أيضًا المدرسة التي تتكون من حجرات للطلبة و مصلى، كما يعلو هذا الجزء مئذنة، ويعود بناء المئذنة الى ما بين عام 1685م و 1690م، و الجزء الأخير الزاوية التي تعتبر الأكثر جمالًا وتقع فيها غرفة الضريح، تطل هذه الغرفة على باحة فسيحة محاطة بالأروقة المسقوفة من الجوانب الأربعة وهي مليئة بالنقوش والزخارف بحيث تجعل من المقام تحفة معمارية تجذب الزوار من كل مكان.

بئر بروطة:

في قلب المدينة و وسط عدد من المباني التراثية، تنتصب بروطة، بجمالها التاريخي الأخاذ وسط عاصمة الأغالبة التي أنشأها الأمير هرثمة بن الأعين سنة (180هـ/796 م ). و تعتبر من أهــم و أقدم الآبار بالقيــروان ماؤها يخرج رقراقا في قواديس من الفخار الملوّن المترابطة فوق ظهر ناعورة يديرها جمل معصوب العينين موقوف على البئر  و تفصل الزائر  عشرات الدرجات لترى جملها الدوار.

 

فسقية الأغالبة:

فسقيات الأغالبة هي عبارة عن أحواض مائية تستعمل مياهها لغرض الري والشرب، وقد تم بنائها بين العامين 734م و741م لتكون أهم ما أُنجز في هذا المجال على إمتداد العصور الوسطى. تحتل هذه الأحواض  مساحة 11.000 متر مربع و تبلغ سعتها 53.000 متر مُكعب، و في الوسط تقع الفسقية الكبرى ذات الشكل الدائري بقطر127م وعمق يصل الى5 أمتار، و تعتبر هذه الأحواض من أوائل منظومات الري و الشرب في العالم و لذلك أعتبرت على مر التاريخ إحدى الطفرات الهندسية في العالم.

المتحف الوطني للفنون الإسلاميّة برقادة:

تعد رقادة بعد القيروان المدينة الثانية التي اتخذها الأمراء مقرّا لهم، وتقع على بعد 10 كلم من جنوبها الشرقيّ. أمّا اليوم، فلم تبق منها إلاّ آثار متفاوتة الحفظ، تمّ إدماجها بمنتزه يمسح حوالي 20 هكتارا، شيّد فيه في الستينات قصر رئاسيّ، حوّل فيما بعد إلى متحف ومركز للبحوث المختصّة في الحضارة الإسلامية بتونس. خصصت قاعة المدخل للجامع الكبير بالقيروان، حيث يعرض نموذج خشبيّ رائع أنجز بمقياس 50/1 مع مقطع على مستوى المئذنة و الصحن المحوريّ يتيح للزائر اكتشاف  مختلف الخصائص المعمارية وقبالة هذا النموذج توجد نسخة مصغّرة من محراب هذا الجامع أيضا.

وتلي هذه القاعة قاعة الخزف التي تعرض فيها مجموعة هامّة من الأواني الفخّارية تعود إلى العهود الأغلبيّة ( القرن التاسع) والفاطميّة (القرن العاشر)، ثمّ تأتي قاعة النقود التي تحتوي على مجموعة هامّة جدّا من النقود التي تصوّر تاريخ إفريقيّة الاقتصادي على مدى أكثر من ستّة قرون.

أمّا أجمل قاعة في المتحف فهي المسمّاة قاعة القبّة والتي تجلب انتباه الزائرين بدقّة زخارفها وتنميق زجاجيّاتها وإشرافها على المنتزه. وفي هذه القاعة تعرض قطع ثمينة من البلّور والرصاص والبرنز. وتحتوي أخيرا قاعة المصاحف القرآنية على صحف من القرآن الكريم على الرقّ تتميز باختلاف أشكالها وأناقة خطوطها وتنوّع أساليبها وثراء منمنماتها، ممّا يجعل من هذه المجموعة كنزا لا يقدر بثمن

سور المدينة:
يعد سور مدينة القيروان أحد اهم التراث المعماري للقيروان. و هو ذو علو شاهق يحيط بخاصرة المدينة العتيقة. يحتوي على مجموعة من الأبواب؛ أهمها: باب الجلادين، تونس، الجديد، الخوخة و الريحانة،
بالإضافة إلى مجموعة من الأسواق مثل: سوق الربع،البلاغجية، الجرابة، العطارين، النحاسين و الخضراوين.